انطلقت صباح يوم الثلاثاء 15 من شهر نوفمبر الجاري بالمدرج الرئيسي بالجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية فعاليات ورشة العمل العلمية التي تنظمها اللجنة الوطنية الدائمة للأخلاقيات البيولوجية والآمان الحيوي حول رأي القوانين والتشريعات المحلية في برنامج العلاج بالخلايا الجذعية وذلك بالتعاون مع الهيئة الوطنية للبحث العلمي ومركز بحوث التقنيات الحيوية والمركز الوطني للبحوث الطبية والمشروع الوطني للأمان الحيوي والجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية والتي تناولت العديد من المحاور المتعلقة بهذا الموضوع أهمها :
الخلايا الجذعية ودورها في علاج الأمراض ،والخلايا الجذعية في القوانين والتشريعات المحلية والدولية ورأي الدين الإسلامي في العلاج بوسيلة الخلايا الجذعية ، وقد حضر الجلسة الافتتاحية العديد من الباحثين في مجال الطب والقانون والشريعة وعدد من المهتمين بموضوع الندوة وكذلك لفيف من أعضاء هيئة التدريس وطلبة الجامعة ..
وافتتحت ورشة العمل بكلمة ألقاها الأخ الدكتور محمد سعد أمبارك رئيس الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية والتي رحب من خلالها بكافة الأساتذة والباحثين والضيوف المهتمين بموضوع الندوة والذين تكبدوا مشاق السفر من كل مكان ليسهموا في إثراء محاورها بأبحاثهم وأفكارهم ورؤاهم مؤكداً علي أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات والتي تتناول موضوعاً حساساً يستوجب الحوار والنقاش الموضوعي الذي يدعم عملية البحث العلمي ويسهم في توضيح الرؤيا حول هذه القضية التي لازالت تثير الكثير من الجدل والخلاف بين مؤيد ومعارض حيث أن لها جوانب تشريعية وأخلاقية الأمر الذي يدعونا للبحث فيها من خلال المختصين في الجوانب التشريعية والدينية والأخلاقية ، لاسيما وأن ديننا الإسلامي الحنيف يحث على العلم والتعلم ويدعو في ذات الوقت لأحترم أدمية الإنسان والاحتكام إلي التشريعات السماوية ، لذلك فقد كان من الأهمية بمكان أن تسعي مؤسستنا لإقامة مثل هذه الندوة لتسليط الضوء حول هذا الموضوع من خلال المختصين للوصول إلي نتائج تسهم في رفع الحرج عن المهتمين والمتخصصين مما قد يسهم في إحداث تطوراً كبيراً في عالم الطب وفي حل الكثير من المشاكل التي تعاني منها البشرية والتوصل إلي علاج الكثير من الأمراض التي استهدفت الملايين من البشر عبر العصور باستخدام العلاج الجيني والتقنيات العلمية الحديثة بما في ذلك استخدام الخلايا الجذعية لمعالجة هذه الأمراض والتي تفتك بالبشر ، مشيراً لحساسية هذا الأمر لكونه أعتمد في بداياته على الإجهاض غير الشرعي رغم المبررات المعلنة التي تؤكد أن هذه التجارب لصالح البشرية ولكن نحن بدورنا لابد وأن نخضع هذا الأمر للبحث وفق ماتقضيه التشريعات السماوية والوضعية والقوانين والأخلاقيات الطبية مؤكداً على أن هذه الندوة والتي يشارك فيها لفيف من الأساتذة المتخصصين في القانون الطب والمهتمين بمجال الأخلاقيات الطبية والآمان الحيوي تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح لتحقيق الغايات المنشودة لما فيه خير البشرية ، وأختتم كلمته الافتتاحية بتوجيه الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الندوة مثمناً الدور المهم للأخ الدكتور محمد منصور الشريف أمين الهيئة الوطنية للبحث العلمي متمنياً للجميع التوفيق ..
وقـــد أشتمل البرنامج العلمي لورشة العمل العديد من الأوراق البحثية الهامة حيث ألقي الأخ الدكتور عبد الحميد ضو الصويعي محاضرة بعنوان مصادر الخلايا الجذعية وسبل التطبيق كما ألقت الدكتورة عائشة ناصف محاضرة بعنوان استخدام الخلايا الجذعية في علاج بعض الأمراض المستعصية كما ألقت الدكتورة حُسن العلمي محاضرة بعنوان لنعبر الطريق حول التوجهات الشرعية للخلايا الجذعية .. وقد شارك في ورشة العمل العديد من أساتذة الجامعات المهتمين بهذا الموضوع ومن بينهم مداخلة مطولة حــول الجانب القانوني قام بها د. سعد العسبلي المستشار لدي المحكمة العليا وعضو هيئة التدريس بكلية القانون بجامعة قاريونس ومشاركة من أ.د. موسي أرحومة أمين قسم القانون الجنائي ألي جانب مشاركة العديد من الأطباء والبحاث والمختصين ، ويأتي هذا النشاط ضمن العديد من الأنشطة التي تستضيفها وترعاها الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية وفق برنامجها العلمي والثقافي والتوعوي ومساهمتها في خدمة المجتمع .